الأعلى للأسرة يفتتح ورشة ثقافة العمل التطوعي
كتبت ــ إيثار عز الدين
نظمت ادارة الشباب بالمجلس الاعلى لشؤون الاسرة ورشة عمل تدريبية حول ثقافة العمل التطوعي بين الشباب ومدى أهميتها الفردية والمجتمعية وذلك خلال الفترة من 23 وحتى 24 من الشهر الجاري بفندق الفورسيزونز حيث قدم هذه الورشة التدريبية الدكتور خالد يوسف الشطي مدير ادارة العلاقات العامة والاعلام في بيت الزكاة بدولة الكويت. من ناحيته قال السيد علي عبدالله النصف اخصائي بوحدة الاعلام والعلاقات العامة بالمجلس الاعلى لشؤون الاسرة في كلمة له ألقاها بالنيابة عن المجلس بمناسبة افتتاح اعمال الورشة التدريبية: يطيب لي باسم المجلس الاعلى لشؤون الاسرة ان أرحب بكم في اعمال هذه الورشة التي تتناول موضوع «ثقافة العمل التطوعي عند الشباب» والتي ينظمها المجلس وتهدف الى التعرف على العمل التطوعي وتعريفه وأهميته ومجالاته وأثره على المجتمعات وعلى المتطوعين والى تشجيع الشباب على الاقبال على العمل التطوعي.
ثم اضاف النصف قائلا: لقد اصبح العمل التطوعي من أهم ما تقاس به ثقافة ورقي المجتمعات باعتباره من السلوكيات التي تزرع روح التماسك الاجتماعي وتدعم المبادئ الانسانية والأخلاقية والدينية. وقد حث ديننا الاسلامي الحنيف على العمل التطوعي.
والمجلس الاعلى لشؤون الاسرة آمن ايمانا كبيرا بأهمية العمل التطوعي وشجع جميع فئات المجتمع للتطوع في نشاطاته وفعالياته وأسس لجانا تطوعية لتدعم مسيرته المتمثلة في النهوض بالأسرة ودعم استقرارها ونمائها وحرص المجلس ايضا بتوجيهات سديدة من صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيس المجلس على تشجيع المتطوعين من خلال تكريمهم.
لذا فإن ورشتنا اليوم موجهة للشباب لأنهم الفئة الاكثر قدرة على العطاء والعمل الدؤوب وأيضا هم مستقبل هذه الأمة وممارستهم للعمل التطوعي دون تلقي أي مقابل تسجل لهم تاريخا تفتخر به أمتهم والاجيال التي تليهم وقدوة حسنة نقتدي بها جميعا.
ومن جانبه أوضح السيد علي غلوم جعفر اخصائي بإدارة الشباب بالمجلس الاعلى لشؤون الاسرة والمشرف على الورشة التدريبية في تصريحات صحفية له انه من المتوقع ان تخرج هذه الورشة بتوصيات ومقترحات مؤثرة وفعالة من قبل الشباب والشابات المشاركين فيها والبالغ عددهم «50» مشاركا ومشاركة من مختلف جهات وهيئات ومؤسسات الدولة بقطاعيها العام والخاص.
وعن أهداف الورشة قال السيد علي غلوم انها تهدف الى تثقيف الشباب بأهمية العمل التطوعي وتعريفهم بآلية التخطيط للبرامج التطوعية وكيفية اكتشاف القيادات التطوعية وبيان صفات ومهارات المتطوع الفعال والناجح بالاضافة الى تناول نبذة عن المؤسسات التطوعية العربية والعالمية.
محتوى الورشة
وبدوره ذكر الدكتور خالد يوسف الشطي معد ومقدم الورشة التدريبية في حديثه عن محتوى الورشة والهدف المراد منها ان العمل التطوعي قد اصبح ركيزة اساسية في بناء المجتمعات ونشر التماسك الاجتماعي بين الناس فالعمل التطوعي ممارسة انسانية ارتبطت ارتباطا وثيقا بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية منذ الازل ولكنه يختلف في حجمه وشكله واتجاهاته ودوافعه من مجتمع الى آخر ومن فترة زمنية الى اخرى فمن حيث الحجم يقل في فترات الاستقرار والهدوء ويزيد في اوقات الكوارث والنكبات والحروب ومن حيث الشكل فقد يكون جهدا يدويا وعضليا او مهنيا او تبرعا بالمال او غير ذلك ومن حيث الاتجاه فقد يكون تلقائيا او موجها من قبل الدولة في انشطة اجتماعية او تعليمية او تنموية ومن حيث دوافعه فقد تكون دوافع نفسية او اجتماعية او دينية ومهما كان الوقت والجهد المبذول في العمل التطوعي فإن التطوع يعكس حقيقة الانسان وقدرة القيم على البقاء والصمود امام طغيان المادة في عصرنا الحديث، مشيرا الى ان العمل التطوعي يعتبر اليوم من اهم روافد التنمية في المجتمعات واصبح ضرورة ملحة يجب على الافراد المشاركة فيه وقد قامت الخدمات التطوعية بلعب دور كبير في نهضة الكثير من الحضارات والمجتمعات عبر العصور بصفتها عملا خاليا من الربح والعائد وقد كان للقيم الاجتماعية المتجذرة والمتعمقة في المجتمع العربي والاسلامي الدور الاكبر في المساعدة على تعميق روح العمل التطوعي فيه بالاضافة الى التراث الشعبي المنقول من خلال الادب القصصي والشعر والامثال والذي يشيد بهذه الروح فتظل متقدة في المجتمع برغم ما لدينا من موروثات وقيم ومثل تثبت اصالة العمل التطوعي وارتباطه بثقافتنا التي تدعو الى ان يكون العمل التطوعي اسلوب حياة شاملا الا ان مجتمعاتنا تكاد تكون من افقر المجتمعات للعمل التطوعي المنظم والمؤسسي واقلها عددا وتنوعا في جمعياتها ومؤسساتها المدنية مقارنة بعدد السكان وتنوعهم بالنسبة للعمل التطوعي في الغرب وحجمه وعدد المشاركين فيه.
أنواع العمل التطوعي
وعن انواع التطوع تحدث الدكتور الشطي فقال انها نوعان أساسيان أولهما: العمل التطوعي الفردي وهو الذي يقوم به شخص ما بجهود فردية وينقسم إلى قسمين اولهما ما يكون له نظير في العبادات كالصلاة والصيام والحج والزكاة والجهاد (المقتصر نفعها على المتطوع). والقسم الثاني ما يكون له نظير في غير العبادات كأنواع البر والمعروف والوصية والقروض والتبرعات (المتعدي نفعها للآخرين) ويعرف بأنه عمل او سلوك اجتماعي يمارسه الفرد من تلقاء نفسه وبرغبة منه وارادة ولا يبغي منه اي مردود مادي ويقوم على اعتبارات اخلاقية او اجتماعية او انسانية او دينية.
وثانيهما: العمل التطوعي المؤسسي: وينفذ من خلال مؤسسات وجمعيات وهو اكثر تنظيما واوسع تأثيرا في المجتمع من العمل التطوعي الفردي. حيث ان العمل المؤسسي يسهم في جمع الجهود والطاقات الاجتماعية وتستطيع المؤسسات الاجتماعية ان تجعل الجهود الفردية متآزرة ذات اثر كبير وفعال اذا ما اجتمعت وتم التنسيق بينها.
وفيما يتعلق بالحكمة من مشروعيه العمل التطوعي فقد أوضح الدكتور خالد ان هناك أربعة مقاصد اساسية من وراء مشروعية العمل التطوعي وهذه المقاصد هي كالتالي:
1- اكتساب رضا الله ومحبته:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ومايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» رواه البخاري.
2- جبر الفرائض:
عن حريث بن قبيصة، قال: قدمت المدينة، قال: قلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فجلست إلى أبي هريرة رضي الله عنه، قال: فقلت: إني دعوت الله عز وجل أن ييسر لي جليسا صالحا، فحدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله أن ينفعني به، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما يحاسب به العبد بصلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، قال همام: لا أدرى هذا من كلام قتادة، أو من الرواية، فإن انتقص من فريصته شيء، قال: انظروا هل لعبدي تطوع؟ فيكمل ما نقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على نحو ذلك، أخرجه النسائي.
3- تحقيق معنى الاستخلاف في الأرض:
- قال تعالى (هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) (سورة هود الآية 61).
4- توثيق الروابط بين الناس وحثهم على التكافل والتراحم:
- قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) (المائدة الآية 2).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» رواه البخاري ومسلم.