الصبة واللقفة و«عروس وعريس».. ألعاب الفتيات قديما

حاورتها - ربى الحايك


تحدثت أم فهد لمنوعات الوطن عن الألعاب الشعبية القديمة التي باتت تعتبر من الموروث الشعبي القطري، والتي كانت الفتيات تلعبن بها أيام زمان، وكانت التسعينية أم فهد واحدة منهن، وركزت في حديثها على ألعاب الفتيات الصغيرات اللواتي اخترعن كما ارتأت أم فهد القول بعض الالعاب لقضاء وقت ممتع كلعبة «الجارة» وغيرها من الألعاب.

وتحدثت عن سبب بعد النسوة قديما عن الألعاب لانشغالهن بأمورهن المنزلية.

وأوضحت أم فهد طريقة لعب «اللقفة» و«الخشيشة» و«القيس» وكيفية فوز الفتاة في لعبة «الصبة» وأسباب المشادات بين الفتيات في لعبة «نط الحبل». وأجابتنا عن العديد من استفسارات أيام زمان حول تلك الألعاب التي أصبحت بمعظمها اليوم من رائحة الماضي في حوار يعبق بالأمس وبالموروث الشعبي القطري.

ــــ هل لذاكرتك أن تحدّثنا عن لعب النساء أيام زمان؟

ــ كانت الألعاب تختلف بين ألعاب الصغار والكبار، وكانت ألعاب الفتيات الصغار مشهورة أكثر من ألعاب كبيرات السن اللواتي كان البعض منهن يلعب الورق بطرق مختلفة عما يلعبه الرجل، وبألعاب بعيدة عن التفكير كالتي تحتاج إلى التركيز، وكانت النساء يتسلين بالاجتماعات والأحاديث المعروفة بين النساء وعن الجوار، كما كن يتسلين بلعب الحصى حيث تنشر على قماش وترمى بطرق مختلفة وهي تعتمد بمجملها على الحظ. وهذه الألعاب موروث تاريخي منذ قديم الزمان، كما ظهرت مؤخراً العديد من الألعاب الحديثة والتي هي بمنزلة تطوير لبعض الألعاب القديمة

ــــ وماذا عن ألعاب الفتيات؟

ــ كانت الفتيات يلعبن لعبة «القيس» ومن أدواتها لعبة فارغة، وتسمى «القيس»، ويتم رسم مستطيل على الارض ثم يقسم إلى ستة مستطيلات وكل مستطيل له اسم، مع رسم نصف دائرة لدى أول مستطيل «قبل البيت الاول» تسمى «الدباب» وهذه تسمى سكينة أم ست. وتلعب الفتيات «كل واحدة تلو الأخرى» ابتداء من الدباب، ومن أصول اللعبة أن تحجل الفتاة، برفع رجلها اليسرى، مع دفع القيس بالرجل اليمنى، تقف الفتاة عند المربع الأول، ثم تنقله إلى الثاني برجلها اليمنى، وهي تحجل، ثم إلى الثالث ومن ثم إلى الرابع حيث تنزل رجلها الثانية، ثم تدفعه إلى البيت الخامس، وهي تحجل ثم إلى السادس، وإذا انتهت ولم يقع القيس على الخط ولم تلمس رجلها القيس فإنها تواصل اللعبة بقذف القيس على المربع الاول، وهكذا تواصل اللعبة بنفس الطريقة السابقة للمربعات الأخرى، وهكذا حتى يتم الوصول لآخر بيت.

عندما تنتهي من البيوت جميعها، تقذف بالقيس من خلف ظهرها فوق الرأس في الدباب فإذا وقع القيس على الدباب انتقلت اللعبة إلى البنت الثانية، ويبقى مكان البنت الأولى في النقطة التي وصلت إليها، وعندما يحين دورها تبدأ من حيث توقفت، وإذا لم يقع القيس على الخط تواصل الفتاة اللعبة وبعد ذلك يطلب منها الحجل داخل البيوت الستة في حركة دائرة بعدد معين من المرات دون توقف.

وإذا نجحت يعطر لها بيت من البيوت الستة ويكون خاصا بها، ولا أحد يستطيع الدخول فيه إلا إذا سمحت له هي بذلك، وتواصل اللعبة إلى أن تقع في الخطأ، فتنقل اللعبة إلى الفتاة التالية، وتكون الفائزة هي التي تستطيع الحصول على عدد اكبر من البيوت.

ــــ ألا توجد طرق أخرى لهذه اللعبة؟

ــ هناك طرق عديدة لهذه اللعبة، وتكون حسب مقدار اللاعبات فمثلا يتم لعبها بقذف القيس بجميع البيوت من خلف الظهر أو يتم تقييد حركة الحجل بواحدة فقط، في التنقل داخل البيوت.

«الخشيشة» والشال

ــــ وماذا عن الالعاب الأخرى؟

ــ هناك لعبة «الخشيشة» أي «الاستخباء والتخفي» وهذه اللعبة تلعب على أن تجتمع الفتيات اللاعبات وتغطى عيون أحدهن بشال تربطه على رأسها وتغمض بها عينيها، ومن ثم يتجولن حولها وهي تمد يديها على أمل أن تمسك بإحداهن. وتبدأ الفتيات بالركض والتصفيق وإصدار أصوات من أفواههن حتى تلفتن انتباهها على أماكن وجودهن، وهي تحاول اللحاق بهن وامساكهن ضمن دائرة صغيرة أو ساحة في شارع الفريج.

ــــ وكيف تنتهي هذه اللعبة؟

ــ تبقى الفتاة التي تم ربط الشال على عينيها، تدور مع الفتيات لتمسك بإحداهن، فإن لم تمسك بواحدة منهن تبقى الحال هكذا حتى تستطيع الامساك بواحدة منهن عندها تأخذ الفتاة التي تم الامساك بها مكانها وتحل الفتيات ربطة الشال عن الفتاة التي بدأت اللعبة وتربطنه حول التي أمسكت بها.

ــــ ألم تكن توجد سوى هذه اللعبة حول الاختباء؟

ــ توجد لعبة «صاده ما صاده» وهي لعبة تلعبها الفتيات والأولاد معا لكن كل على حدة.

وتشترك بها عدد من الفتيات يتراوح بين 5-10 تبقى واحدة على الجدار وتعد حتى الوصول لرقم متفق عليه ومن ثم تفتح عينيها وتبحث عن رفيقاتها اللائي اختبأن بعيدا عنها، فإذا ما استطاعت أن تمسك بواحدة منهن وتلمس الجدار قبلها تصبح الأخرى هي من يتوجب عليها الوقوف على الجدار والبحث عن صديقاتها بينما تنضم الأولى إلى الفتيات اللواتي يختبئن في أماكن قريبة من الجدار.

وهناك أيضا لعبة «الصبّة» وهي من الالعاب الشعبية القديمة والمعروفة،

كانت الفتيات تلعبنها في مختلف الاوقات و المواسم، وهي من الالعاب التى تعتمد على المراوغة، وشيء من الذكاء حيث أنها تشبه الى حد ما لعبة الشطرنج وعادة ما تمارس هذه اللعبه في الليالي المقمرة من ليالي الصيف حيث تعتبر من العاب التسلية والسمر في الليل.

لعبة الصبة

ــــ وما طريقة لعبها؟

ــ هذه اللعبة تمارسها فتاتان حيث تجلسان متقابلتين على الارض وغالبا ماتكون الارض رملية، ثم تساويان الارض التي بينهما والتي تبلغ مسافتها أقل من متر واحد ثم ترسمان مربعا وتخططان الملعب.

وتكون كل واحدة منهن تملك في يديها ثلاث ادوات متشابهة وغالبا ماتكون من الحجارة، وأحيانا تكون نواة التمر او قطعا صغيرة من الفحم أو حصى صغيرة او عصي النخيل أو اصدافا بحرية صغيرة، بحيث تختلف عن اداة اللعب التي بيد الخصم، ثم يبدأ اللعب بأن تضع إحداهما واحدة من الحجارة الثلاث التي معها، في احد الاماكن التي تختارها ثم تضع الثانية حجرة ايضا ثم تضع الأولى حجرة مرة ثانية، وفي هذه اللعبة تحاول كل واحدة منهن أن تضع حجارها على خط مستقيم عموديا أو أفقيا أو بشكل مستقيم مائل بينما تحاول الأخرى منعها فإذا ما استطاعت إحداهن أن تشكل هذا النسق المستقيم تنتهي اللعبة بفوزها وتعاودن الكرّة مرة أخرى.

ــــ هل كان هناك عدد محدد من المرات التي يتم الفوز بها؟

ــ أحيانا كانت الفتاتان تتفقان على عدد محدد من مرات الفوز وكثيرا ماكان يحض هذه اللعبة جمهورا من رفاقهما بحيث تشجعن وتحفزن على اللعب وتمنعن أن تنكر إحداهما خسارتها في هذه اللعبة.

مشاركة النسوة لبناتهن

ــــ إذا كانت هذه اللعبة تعتمد على الحماس ألم تكن النساء تشاركهن الاستمتاع بها؟

ــ أحيانا كانت نساء الفريج يجتمعن ويتحدثن وهن يشاهدن فتياتهن يلعبن هذه اللعبة أمامهن وتبدأ كل واحد بتشجيع ابنتها وكثيرا ما كن يتدخلن بطريقة اللعب فتحزن الفتيات الصغار لذلك خاصة إن أرشدت أم إحداهن ابنتها على حركة صحيحة ودفعتها لتفوز في اللعبة فكانت الخاسرة تعترض وينتقل الاعتراض لوالدتها لكن كل ذلك بأجواء ممتعة ومسلية.

ــــ سمعت عن لعبة تدعى «اللقفة» هلا حدثتنا عنها؟

ــ اللقفة يلعبها الاولاد والبنات، حيث تفترش عدد من الفتيات الأرض وبين أيديهن خمس حصوات «حجارة صغيرة». كل واحدة منهن تأخذ دورها في اللعب حيث تقوم من يأتي دورها باللعب بقذف الحصوات على الأرض وتختار منها واحدة في اليد ثم تقوم بقذفها في الهواء والتقاط الحصوات واحدة تلو الأخرى، وتسمى هذه الحركة «أم الوحدة».