المفلول » و« اليدايل » و« ذيل الحصان ».. أبرز « قصات » النساء قديما
حاورتها - ربى الحايك
العجافة هي «المعقصة»وتسمى بناء على عملها «الماشطة» و«المجدلة» و«الفلاية» و«المظفرة»، غير أن ميزتها الأساسية أنها امرأة تحسن المشط وتتخذه حرفة لها، مثلما اختصت بشعر المرأة وتمرست فيه، قبل أن تداهمها وتعصف بها رياح المدنية والغزو الحضاري وصالونات التجميل والتسريحات العالمية وأدوات التجميل الحديثة، التي قضت على براءة زينة المرأة وخصوصيتها.وفي الماضي لم تكن هناك صالونات، ولا كوافيرات لتزيين العروس بل كانت هناك امراةتقوم بعملية تصفيف الشعر وقصه، وتدعى «العجافة» تقوم بمهمة تزيين العروس أيضا، وتسريح الشعر وعمل «العجائف» أي الظفائر الجميلة وتزيينها بالحلي الذهبية. وكانت العجافة تدور على النساء في المناسبات والأعياد وعند عودة الرجال من رحلة الغوص الى زوجاتهم من بعد سفر طويل.
أوضحت أم مسعود والتي كانت تمتهن قص وتزيين شعر النساء قديما وتسمى بالعجافة، في حوار أيام زمان مع منوعات $ أنها ورثت هذه المهنة عن جدتها وخالاتها وأنها كانت من العجافات المميزات اللواتي تطلبهن النسوة، ويأتين اليها ساعيات إلى موعد من فريج الى آخر.
وأشارت أم مسعود الى جمالية العمل كعجافة، هذه المهنة التي اختفت اليوم، وتحولت الى صالونات للتجميل ومصففات شعر وماكياج بشكل يختلف تماما عن الأمس.
وأوضحت في حوار مع مال أول - منوعات $ عن أدوات العجافة قديما، وكيفية عملها، والقصات التي عرفت سابقا، وأنواع الزيوت والمواد التي كانت توضع على الشعر، ونوعية الأمشاط التي استخدمت في القديم، لتسريح الشعر.
كما أشارت الى صفات العجافة التي يجب أن تتمتع بها، وأجرها، وكيفية ممارستها عملها في حوار لا يخلو من عبق الأمس الذي مافتئ يرافق مسيرتنا حتى اليوم.
{ من هي «العجافة» قديما وما ميزتها الرئيسية؟
- العجافة هي «المعقصة»وتسمى بناء على عملها «الماشطة» و«المجدلة» و«الفلاية» و«المظفرة»، غير أن ميزتها الأساسية أنها امرأة تحسن المشط وتتخذه حرفة لها، مثلما اختصت بشعر المرأة وتمرست فيه، قبل أن تداهمها وتعصف بها رياح المدنية والغزو الحضاري وصالونات التجميل والتسريحات العالمية وأدوات التجميل الحديثة، التي قضت على براءة زينة المرأة وخصوصيتها.
{ هل كان لـ «العجافة» مكان تعمل به؟
- في الماضي لم يكن هناك صالونات، ولا كوافيرات لتزيين العروس بل كانت هناك امرأة تقوم بعملية تصفيف الشعر وقصه، وتدعى «العجافة» تقوم بمهمة تزيين العروس أيضا، وتسريح الشعر وعمل «العجائف» أي الظفائر الجميلة وتزيينها بالحلي الذهبية. وكانت العجافة تدور على النساء في المناسبات والأعياد وعند عودة الرجال من رحلة الغوص الى زوجاتهم من بعد سفر طويل.
{ هل من تسريحات عرفتها قصات الشعر عند النساء قديما؟
- نعم، هناك قصات عديدة منها «المنشول» أو «المفلول» وهو نثر الشعر، و«اليدايل» أو «العقوص» وهو عمل جديلتين أو واحدة، كما عرفت تسريحة «ذيل الحصان»وهي تجميع الشعر في حزمة واحدة وربطه الى الخلف بطريقة تشبه ذيل الحصان، وهناك «عجفه قصة» «كذله» وهي شكل من أشكال تصفيف الشعر على الجبهة «الجبين».
{ هل من مهمة أخرى للعجافة؟
- كانت تزين النساء، وتضع لهن الأعشاب والزيوت المفيدة للشعر، كما كانت تستعمل الأمشاط الخشبية، وبعض المفارق المصنوعة من قرون الحيوانات.
ولكون «المعقصة» عادةً امرأة فقيرة، فقد كانت تقوم بأكثر من عمل خارج نطاق عملها، كالمساعدة في اعداد الولائم وتجميل العروس وخدمة الضيوف والمساعدة في إعداد وتطريز ملابس العروس وقريباتها، وهي أعمال تتطلب مهارات ومعارف عدة تتعلمها وتمارسها المعقصة عادة في كل فريج أو حارة، وغالبا ما تستدعى المعقصة من حارة إلى أخرى، اذا ما ذاع صيتها وشاعت براعتها وجودة خلطاتها وتجديلها وخدمتها.
نوعية الشعر
{ ألم تكن هناك أسماء لطبيعة الشعر ونوعيته؟
- طبعا، غير أنها مختلفة عما هي اليوم، وكان يطلق على الشعر الناعم اسم الشعر «الخوصي» الذي يشبه خيوط الفضة، ويطلق على الشعر المجعد «اليعدي»، و«القــطــاط» على شعر الافارقة ويكون خشنا كثيفا، و«المفلفل» على الشعر الخشن المتفرق.
أدوات العجافة
{ ما أدوات تسريح الشعر؟
- «المفرق» وهوالقرن،و يستخدم لعمل مفارق الشعر، و«المشط» الذي يأتي على عدة أنواع، فيكون اما من «الخشب» أو «العاج» أو «النحاس»، أو «الحديد» أو «العظم» أو «الفضة».
{ هل كانت العجافة تضع موادا على الشعر؟
- نعم، وكانت تسمى دهانات الشعر، كـ «حل الياسمين» و«حل الناريل» وهو زيت جوز الهند، و«التاتا» زيت جوز الهند، و«الزوبق» زيت من أهم مكوناته الزئبق، و«بو نخلة» أي زيت النخيل. ويضاف لها العنبر والزباد لتحسين رائحتها ولتقوية الشعر.
كما استخدمت قديما «دهن البقر» لتليين الشعر، وفي البادية «الزبدة» المأخوذة من حليب الابل، أو الغنم بعد تسخينها وتذويبها، واستخدمت الحضرية دهون الشعر التي تأتي من الهند وايران وباكستان، فضلا عن أمشاط البلاستك والحديد التي لم تكن شائعة قديما، بل وتقتصر على بعض الأسر الغنية.
مرحلة الغسيل
{ ما المواد المستخدمة في غسيل الشعر؟
- «السدر» ورق شجرة السدر، يقطف ويجفف ويطحن ثم يستخدم كالصابون، و«الطين» وهو نوع خاص يجلب من بلاد فارس يطحن ويغسل به الشعر، وهناك «الضيه» وهي مادة تشبه الصابون وتستخدم لغسل الشعر والملابس أيضا.
أما خطوات العناية بالشعر فهي الغسل، والدهن، والتبخير، والتجديل «التعقيص»، والتعطير، والتعكيف.
صفات العجافة
{ ما صفات «العجافة» قديما؟
- يجب أولا أن تكون عارفة بالجانب المهني ويتعلق بمعرفتها أنواع الطيوب والأمشاط والتسريحات السائدة وقتها للصغار والكبار، وتسريحات المناسبات كالزواج والأعياد، أما الجانب الأخر الذي يجب أن تتمتع به فهو الأخلاقي، ويتعلق بالأمانة، وكتمان السر كونها تدخل كل منازل الفريج، وتتطلع على ما بداخلها من أسرار، وخلافات وحالات اجتماعية لا يجب البوح بها، خاصة أن «العجافات» يعشقن كثرة الكلام، وثمة جوانب أخرى تتطلبها المهنة مثل سرعة البديهة وخفة الظل والمرح.
{ هل من أوقات معينة لممارسة «العجافة» عملها؟
- كانت تمارس عملها ضمن مواعيد ومواقيت ومناسبات خاصة، فتنتقل من بيت الى آخر، كل يوم خميس أو جمعة لتعقيص شعور النساء، اضافة للمناسبات والمواسم مثل انتهاء النفاس بعد أربعين الولادة، وكذلك عند عودة الرجال من رحلة الغوص التي تمتد لبضعة أشهر، وعند عودة الزوج من السفر، وقبيل الأعياد وحفلات الزواج، وتزيين العرائس، وفي بعض الأحيان تذهب البنات ومعهن «رشوشهن» أي زيوتهن، الى بيت العجافة حيث يجلسن في حلقة واحدة لتجدل شعورهن وتدليها على أكتافهن الواحدة تلو الأخرى، وكان لكل مناسبة وعمر ومنزلة اجتماعية، تسريحتها الخاصة.
أجر العجافة
{ كم كان يبلغ أجر «العجافة»؟
- لم تكن قديما تقبض أجرا محددا أو متفقا عليه، بل تمنح مكافأة عينية في الأغلب تشتمل على المأكل والملبس أحيانا، عدا ما تقبضه من الأمهات عند زواج بناتهن بعدما تعقص وتزين العروس، وتعلق المشموم على شعرها، كما تصب القهوة للعريس، وتكشف وجه العروس لأهل العريس وتلازمها لمدة أسبوع. وكانت النسوة تساعدنها دون أن تطلب هي المساعدة، وهو عرف اتصفت به الحياة قديما بما امتازت به من تكافل وتعاضد