أبـو محـمود: اشـتهر الخراز قديما بالدقة والمـهـارة الفائقتين
كتبت - ربى الحايك
تحدث أبو محمود بسني عمره التي تجاوزت التسعين، لمنوعات الوطن عن جده الخراز الذي عمل في هذه المهنة، ونقل لنا عبر ذاكرته التي مافتئت تحارب الزمن الحاضر للتعلق برائحة «مال أول» أبرز أدوات وصفات الخرّاز قديما، وأشار الى شهرة الخراز بدقة العمل والمهارة الفائقة في هذه الحرفة، وتميز منتجاته بالجودة العالية وجمال المنظر، موضحا الحالة التي كان الخرّاز يعيشها فيما مضى، والى دوره في صناعة الحاجيات الرئيسية التي تتعلق بالجلود لأبناء الفريج، ولمن يقصده من خارج الفريج.
وتحدث عن استخدام الخراز للجلود التي كانت أداة لكل شيء، تصنع منها أشياء كثيرة ينتفع بها الناس، كما بين الفرق بين استخدام جلود الابل التي كانت تستعمل في صنع الأشياء الكبيرة مثل دلو المزارع، والذي غالبا مايكون كبيرا جدا، وبين جلود البقر والغنم التي يستعمل ما صنع منها في الأشياء الصغيرة، مثل قِرَب الماء مختلفة الأحجام وكذلك «السِقا» وهو ما يحرك فيه الحليب ليتحول الى لبن رائب وزبدة تتحول بعدها الى سمن ينتفع به الناس.
كما تحدث عن دباغة الجلود وطريقة الدباغة، والتحضير على الطريقة البدائية وبأدوات بسيطة، وعن مكانة الخراز بين أبناء الفريج خاصة ان كان متميزا ودقيقا في عمله.
وأوضح العم أبو محمود عن دكان الخراز قديما، والفرق بين «الخراز الثابت» والمتنقل، وعن ثمن شراء الجلود، وكيفية دباغتها، وتحضيرها، والأدوات البدائية التي أسعفت الخرازين في انجاز عملهم معتمدين على الدقة، والالتزام في حوار حمل معه عبق الأمس والتراث.