السرطان شرٌّ يمكن تفاديه

بساطة الحياة طوق النجاة

السرطان شرٌّ يمكن تفاديه

القاهرة - د. غادة مختار

يعتقد الكثيرون أن محاولة تجنب الإصابة بالسرطان هو كالسير في طريق لا نهاية له، أي أنه ليس بالإمكان تجنب الإصابة وأنه قدر محتم على الفرد. فالمرشحون للإصابة بالسرطان ليس لديهم مفر من هذا الداء الخبيث قد يكونون على حق في ذلك فعلا إذا نظرنا إلى المسألة من جانب واحد فقط.

في الواقع فإن ما يربو على ثلثي حالات الإصابة بالسرطان يمكن تجنبها إذا ما اتبع الواحد منا خزين المعرفة عن هذا الداء في حياته العامة اليومية.

فلنعرف أولا: ما حقيقة السرطان؟

الورم السرطاني هو تكاثر عشوائي وغير منضبط للخلايا بحيث تفقد الخلية قدرتها على الموت فتنقسم في جميع الاتجاهات دون وجود من يلجمها أو يقيد تكاثرها، ولكن هذا الورم الناشئ ليس بالضرورة أن يكون خبيثا وإنما يلزمه بعض التغيرات في بنية الخلية حتى يتحول إلى ورم خبيث، ويكون في بدايته متواضعا في مكانه ومع مرور الوقت ومع شدة خباثته يبدأ بالانتشار والتوسع والانتقال إلى مناطق بعيدة مما يعني التقدم في مرحلة الورم وصعوبة العلاج، إذا فالسرطان هو داء يصيب مورثات الخلية فيؤدي إلى تكاثرها العشوائي، وهذا لا يعني بالضرورة أنه داء وراثي، وهذه التغيرات غالبا ما تكون ناجمة عن التفاعل بين عوامل الفرد الجينية وثلاث فئات من العوامل الخارجية، ويمكن تصنيفها كالتالي:

● العوامل المادية المسرطنة: مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة المؤينة.

● العوامل البيولوجية المسرطنة: مثل أنواع العدوى الناجمة عن بعض الفيروسات أو الجراثيم أو الطفيليات، مثل ارتباط فيروس التهاب الكبد B بسرطان الكبد، وارتباط داء البلهارسيا بسرطان المثانة.

● العوامل الكيميائية المسرطنة: مثل الأسبست ومكونات دخان التبغ والأفلاتوكسين (أحد الملوثات الغذائية) والأرسينيك (أحد ملوثات مياه الشرب).

ويعد التشيخ من العوامل الأساسية الأخرى التي تسهم في تطور السرطان وتزيد نسبة وقوعه بشكل كبير.

أما عامل الوراثة فهو من أهم المسببات لمعظم السرطانات ولكن حدوث السرطان غير خاضع للقواعد الوراثية، ومن أمثلة ذلك:

- ارتباط طفرات في جينات 1 BRCA، BRCA2 بشكل كبير مع سرطان الثدي أو سرطان المبيض.

- داء السلائل الغدي العائلي (Familial polyposis): وهو مرض وراثي نتيجة طفرة في جين Apc وقد يؤدي إلى سرطان القولون.

وللحد من الإصابة بهذا المرض الخطير يجب اتباع ما يلي:

أولا: الكشف المبكر عن السرطان

يمكن ضمان الشفاء لثلث الحالات التي تشكل عبء السرطان إذا ما تم الكشف المبكر عنها وعلاجها على النحو المناسب، ويستند الكشف المبكر عن السرطان إلى الحقيقة القائلة بأن فعالية العلاج تزيد إذا ما تم الكشف عن المرض مبكرا، وتستند جهود الكشف المبكر إلى عنصرين:

1 - تثقيف الناس لمساعدتهم على التعرف بعلامات السرطان الأولى، مثل ظهور الكتل والتقرحات وعسر الهضم المستديم والسعال المستمر والنزيف من إحدى فوهات الجسم وانخفاض الوزن وفقدان الشهية بشكل ملحوظ، ولا يعني بالضرورة وجود أحد هذه العلامات في شخص ما بأنه مصاب بالسرطان.

2 - تنفيذ برامج التحري للكشف عن الأشخاص المصابين بحالات سرطانية في مراحلها المبكرة أو حالات سابقة لظهور السرطان، وذلك قبل ظهور علامات المرض عليهم مثل برامج تحري سرطان الثدي عن طريق تصوير الثدي الشعاعي (Mommogrophy).

ثانيا: احترس من

- التعرض لأشعة الجوال لفترات طويلة.

- التعرض لعوادم السيارات.

- المبيدات الحشرية التي تحتوي على مادة DDT.

- التدخين، وأعلم أن امتناعك عن التدخين يزيد من عمرك بما معدله خمسة عشر عاما عن زميلك المدخن (بإذن الله).

- بعض أدوية منع الحمل التي تحتوي على هرمون الأستروجين.

- الكورن فليكس والقمح المخزون لفترة طويلة، فإنه يحتوي على فطر سام «الأفلاتوكسن» والذي يسبب أورام الكبد.

- الأغذية المحفوظة والمعلبة، فهناك أكثر من ألف نوع من المواد الكيميائية تضاف للأطعمة لإعطاء النكهة.

- الإكثار من اللحوم الحمراء والسكر الأبيض.

- القهوة منزوعة الكافيين والشاي المغلي.

- المواد الملونة «ألوان الحلوى» ألوان اللحوم الحمراء «اللانشون الأحمر»، الهامبورغر المصنع، واللحم المفروم رديء الصنع، حيث يحتوى على نيتروز أمين الأحمر اللون وهو صبغة مسرطنة.

- الوزن الزائد: حيث أظهرت دراسة شاملة من طرف المعهد العالي لأبحاث السرطان أن إنقاص الوزن حتى من جانب الذين لا يعانون من البدانة يمكن أن يلعب دورا رئيسا في الوقاية من الإصابة بالسرطان، ويرى الباحثون أن الدهون الموجودة بالجسم تلعب دورا حاسما في نمو السرطان وأن أهميتها أكبر كثيرا مما كان يعتقد في الماضي.

- السمن الصناعي والمشويات مثل الكباب وغيره فإن الاستخدام الأمثل لها يكون مرة واحدة في الأسبوع.

- المشروبات في الأوعية وزجاجات البلاستيك إذا ارتفعت درجة حرارتها تؤدي إلى مواد مسرطنة.

- غلي الخضروات فإنه يؤدي إلى فساد قدرتها على منع السرطان.

ثالثا: حافظ على الرياضة

- ممارسة الرياضة يوميا لمدة نصف ساعة على الأقل. فقد وجد الباحثون في جامعة كاليفورنيا أن أولئك النساء من عمر 40 عاما فأقل واللائي يمارسن الرياضة لمدة 3.8 ساعات أو أكثر أسبوعيا هن أقل عرضه للإصابة بسرطان الثدي بنسبة %24 عن اللائي لا يمارسن الرياضة.

- استبدال الزيوت والدهون بزيت الزيتون: فقد أثبتت الدراسة الأولية أن تناول الدهون الأحادية الغير مشبعة التي تحمي الجسم موجودة في زيت الزيتون بدلا من الزيوت المركبة.

- تناول الأغذية التي تحتوي على مضادات الأكسدة (Antioxidants) مثل: الكرّات، الكرنب، القرنبيط، البروكلي، الثوم، البصل، الجزر، القثاء، الكوسة، السلطة الخضراء، المشروم، القرع العسلي، عسل النحل.

بهذه النصائح نستطيع أن نحد من انتشار هذا المرض اللعين، فالسرطان جند من جنود الله والطب جند من جنود الله، وأن الهدف من هذا كله ابتغاء مرضاة الله.. فما خلق الله داء إلا وخلق له الدواء.

http://www.alarab.com.qa/details.php...o=558&secId=23