آثار التدخين على الكولسترول
نعيم محمد عبدالغني
في كتاب «50 طريقة لتخفيض الكولسترول» للدكتور ماري ب.ماكجوان الذي ترجمته مكتبة جرير بقطر ووزعته عام 2005 نجد موضوعات في غاية الأهمية سوف نتعرض لها تباعا، ولكن نعرض في هذه المقالة حديث الدكتور ماري عن آثار التدخين على الكولسترول.
وبداية فالكولسترول مادة شمعية بيضاء توجد في بعض الأطعمة التي نتناولها، ويصنع بواسطة خلايا الجسم، وأهمها خلايا الكبد التي تصنع ما بين %70 إلى %75 من نسبة الكولسترول في الدم، أما النسبة الباقية فتأتي من الطعام الذي يتناوله الإنسان.
والكولسترول ليس كله ضارا بالجسم، بل قد ينتقل من الضرر إلى الضرورة إذ الجسم يحتاج إليه، لكنه يكون ضارا إذا ارتفعت نسبته في الدم لأسباب متنوعة منها حالات الخلل الوراثي التي تزيد من نسبة إفراز الكبد للكولسترول مثلا.
وتنتج عن ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم أمراض معينة، أخطرها أمراض القلب وتصلب الشرايين التي هي السبب الأول للوفاة في الولايات المتحدة الأميركية، وهناك مرض البول السكري، وأمراض الكلية والغدة الدرقية والكبد.
وينصح بقياس نسبة الكولسترول كل خمسة أعوام حيث يفضل الصيام لمدة 12 ساعة قبل إجراء هذا الفحص الطبي فإذا زادت نسبة الكولسترول في الدم عن نسبة 200 ملغم أو 300 ملغم في بعض الأقوال الطبية الأخرى فإن الجسم يكون معرضا للإصابة بالأمراض التي تنتج عن هذه الزيادة والتي ذكرناها آنفا.
والكولسترول عندما يدخل إلى الشرايين ويترسب بداخلها ويؤدي إلى انسدادها في هذه الحالة تحدث النوبات القلبية، التي قد تسبب الوفاة، فما علاقة التدخين بكل ذلك.
يذكر الدكتور ماري أن التدخين يؤدي إلى نقص الكولسترول في الدم، وتكون نسبة الانخفاض عند النساء أعلى منها عند الرجال، وليس هذا مؤشرا جيدا، بل هي مرحلة تعقبها مراحل أخرى، فالمدخنون لديهم جزيئات كولسترول LDL مؤكسدة بدرجة عالية، ومعنى الأكسدة أن تصبح جزيئات الكولسترول صغيرة ويمكنها بهذا الصغر الدخول إلى الشرايين بسهولة وسرعة الترسب على جدار الشرايين، ومن ثم يحدث تصلب الشرايين وانسدادها.
وليس الكولسترول وحده هو الذي يتأثر بالتدخين ففي كل مرة يتم فيها إشعال سيجارة تزيد من سرعة نبضات القلب، وتقلل من قدرة القلب على حمل الأكسجين ودفعه، وتنشط الصفائح الدموية. وتحدث بالتالي جلطات الدم، وانسداد الشرايين.
إذن فهذا أثر التدخين على الكولسترول والقلب، فكيف يمكن تجنب هذه العادة السيئة التي يتمنى %80 من المدخنين الكبار الإقلاع عنها بحسب دراسات واستبيانات أجريت عليهم؟
إن الإقلاع عن التدخين مرتهن بالإرادة أولا، ولكن دعنا ننظر إلى جانب امتزاج النيكوتين بالدم، فنرى أن المدخن الذي يبدأ يومه بالتدخين فور استيقاظه يكون أكثر الناس إدمانا للتدخين، لأن نسبة النيكوتين في الدم تنخفض بصورة ملحوظة أثناء النوم، ومثل هذه الحالة التي تدخن فور استيقاظها عليها أن تجاهد في تأخير التدخين أربع ساعات مثلا، وأن يتلهى المدخن قدر المستطاع عن السيجارة مهما بلغت درجة إدمانه لها، حتى يتجنب الأمراض التي منها الأمراض الناتجة عن زيادة الكولسترول في الدم.
http://www.alarab.com.qa/details.php...o=558&secId=23