«الكوت»..من قلعة عسكرية إلى متحف للحرف الشعبية القطرية
تزخر قطر بتراث معماري يعكس جانبًا من تاريخها الحضاري، ونال هذا التراث اهتمامًا من الدولة؛ فأنشأت له إدارة مستقلة تعرف بإدارة المتاحف والآثار، ويعد «محمد جاسم الخليفي» أول باحث قطري وعربي يقوم بدراسة هذا التراث والكتابة عنه في العديد من المؤلفات والمقالات العلمية. ومن أبرز معالم قطر التراثية قلاعها، والقلاع: حصون كانت تبنى لأغراض دفاعية، وبالتالي تمثل قلاع قطر بتوزيعها الجغرافي رؤية القدماء في الدفاع عن شبه الجزيرة القطرية، ونستطيع من تتبع مواقع هذه القلاع معرفة المواقع الحضارية التاريخية في قطر، ومن هذه القلاع:
قلعة أم صلال محمد
تقع قلعة أم صلال محمد بالمنطقة المنسوبة إلى مؤسسها الشيخ «محمد بن جاسم آل ثاني» الذي ولد سنة 1881م، وهي من القلاع السكنية التي تشبه منزلاً كبيرًا، إلا أن شكلها العام ووجود الأبراج وراء إطلاق مصطلح القلعة عليها. وهي مستطيلة الشكل، وتمتاز بضخامتها وتفردها في منطقة الخليج العربي، وكذلك بأبراجها وجدرانها العالية التي يبلغ ارتفاعها أكثر من ثمانية أمتار، ويعلوها صف من الشرفات المسننة، بالإضافة إلى تعدد فتحات الرماية والمزاغل، ويوجد بها عدد كبير من الغرف كالليوان والمخزن ومجلس الحريم والمطبخ وحجرة لحفظ الأواني، ومخزن للغلال وحمام ومسبح، وقد بنيت القلعة بالحجر الجيري والطين، وكُسيت جدرانها من الداخل والخارج بالجبس المحلي.
قلعة الكوت
تعد قلعة الكوت من القلاع العسكرية القليلة المتبقية في مدينة الدوحة، ويرجع استخدامها إلى عام 1906م، في عهد الشيخ «عبد الله بن جاسم آل ثاني»، علمًا بأنها بنيت في عام 1880م، وهي مربعة الشكل، يصل طول كل ضلع من أضلاعها إلى 35م، ويبلغ ارتفاع أسوارها إلى 5م، زودت أركان القلعة بأربعة أبراج كبيرة، وتتخلل أسوارها فتحات مزاغل (صغيرة)؛ لكي يتمكن حراسها من توجيه نيرانهم إلى المهاجمين، واستخدمت قلعة الكوت كسجن، ومنذ عام 1985 تم تحويلها إلى متحف للحرف الشعبية القطرية.
قلعة الزبارة
تبعد قلعة الزبارة عن مدينة الدوحة 105 كيلو مترات، ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1938م في عهد الشيخ «عبد الله بن جاسم آل ثاني»، شيدها بناؤون قطريون، وروعي في تصميمها الغرض الذي أنشئت من أجله وهو مراقبة الساحل الغربي لقطر والدفاع عنه، واتخذت مقرًا لحرس الحدود، وفي شهر يونيو من عام 1986م تم ترميمها وتحويلها إلى متحف إقليمي خاص بمنطقة الزبارة وآثارها، والقلعة مربعة الشكل، طول كل ضلع من أضلاعها 24م، ولها أربعة أبراج ركنية، ثلاثة منها دائرية، والرابع مستطيل، وتعلو الأبراج الأربعة شرفات مسننة تشبه أوراق الشجر.
حصن الغوير
يبعد حصن الغوير عن الدوحة بحوالي 85 كيلو مترًا في الشمال الغربي من شبه جزيرة قطر، وموقع الحصن عبارة عن أرض منخفضة يتجمع بها ماء المطر في فصل الشتاء، ويشرف عليها من الجهة الجنوبية أطلال حصن الغوير، ويعتقد أهل قطر بأن الفرس هم الذين بنوه منذ قديم الزمان، ومبناه الحالي ربما يعود إلى سنة 1850م. يتميز حصن الغوير بحجمه الكبير، وعلو وضخامة جدرانه، ووجود فتحات الرماية، ولم يتبق من هذا الحصن إلا ما يقرب من نصف مساحته، ومن المتوقع أن تكشف الحفائر الأثرية عن معالمه.
قلعة الشقب
تقع قلعة الشقب على بعد 110 كيلو مترات إلى الشمال الغربي من مدينة الدوحة قرب رأس شبه جزيرة قطر من الجهة الغربية، وعلى بعد خمسة أميال إلى شمال شرق قلعة الزبارة، وهي مستطيلة الشكل، ولها أربعة أبراج بأركانها، ثلاثة منها على شكل ثلاث أرباع الدائرة هي البرج الشمالي الغربي والجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي، أما البرج الشمالي الشرقي فهو مستطيل الشكل، وللقلعة مدخل رئيسي في الجدار الشمالي وأمام المداخل جدار حاجب بحيث تكون هيئة المدخل منكسرة على غرار مداخل القلاع الكبيرة، ويتوسط القلعة فناء كبير، به أربعة سلالم تؤدي إلى السطح عند كل برج سلم، ويعود تاريخ بناء هذه القلعة إلى الفترة ما بين القرنين السابع عشر إلى التاسع عشر.
قلعة أركيات
الركية هي البئر، وينسب إليها موقع قلعة أركيات، يبعد هذا الموقع عن الدوحة بحوالي 110 كيلو مترات، نحو الشمال الغربي من شبه جزيرة قطر، وبالموقع أطلال قرية مندثرة، وقلعة كانت تتولى حماية القرية وهي من القلاع الصحراوية، وهي مستطيلة طولها 28م، وعرضها 22 مترا، ولها أربعة أبراج ركنية، ثلاثة منها مستطيلة، والرابع وهو البرج الجنوبي الغربي فهو على هيئة ثلاثة أرباع الدائرة، وللقلعة مدخل رئيسي في الضلع الجنوبي، وبها بضع غرف ملاصقة للجدران الثلاثة الأخرى، وقد عثرت بعثة الحفر الأثري القطرية بالقلعة على فلس نحاسي يعود إلى العصر العباسي، وهو ما سيساعد على تأريخ القلعة.
قلعة الوجبة
الوجبة في اللغة صوت الشيء إذا سقط، ووجبت الإبل إذا لم تقم من مباركها، ويقال للبعير إذا برك وضرب بنفسه في الأرض قد وجّب توجيبًاح إلخ. والوجبة روضة تقع على بعد 15 كيلو مترًا غرب مدينة الريان، وتكثر حولها الأشجار البرية، وأرضها مغطاة بالحشائش معظم أيام السنة، وبها ثلاث آبار عمقها سبع قامات ومياهها عذبة.
وتشرف على الروضة قلعة شُيدت في أواخر القرن الثامن عشر، وأوائل القرن التاسع عشر، ولقد وصفها ضابطان تركيان بأنها تقع غربي قطر وعلى مسيرة ثلاث ساعات منها، ويبلغ سمك جدرانها حوالي 65 سم، وترتفع نحو 6 أمتار، وترجع أهمية قلعة الوجبة إلى المعركة التي انتصر فيها أهل قطر بقيادة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني على العثمانيين سنة 1892م. وقلعة الوجبة مستطيلة يبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب 44 مترًا، ومن الشرق إلى الغرب 26 مترًا، وبها أربعة أبراج، اثنان دائرتان في كل من الزاوية الشمالية الغربية والزاوية الجنوبية الشرقية، أما الآخران فمستطيلان، وتعلو البرجين شرفات مدببة، أما البرجان الآخران فلا توجد بهما شرفات.
وتتميز قلعة الوجبة بجدرانها العالية التي يبلغ ارتفاعها 6 أمتار، وقد بنيت قلعة الوجبة بالحجارة الجيرية والطين وجدرانها مغطاة بالجبس من الداخل والخارج وسقوفها من خشب الدنشل والباسجيل، وفوق ذلك طبقه طينية، وللقلعة سلمان يصلان إلى السطح من الفناء الذي يتوسط القلعة، ويتم إعدادها حاليًا؛ لتكون متحفًا حربيًّا أو مركزًا ثقافيًا.
قلعة اليوسفية
تقع قلعة اليوسفية في شمال شبه الجزيرة قطر، وكل ما هو موجود من هذه القلعة، هو أساسها المبني بالحجارة الجيرية والطين، يعود تاريخ هذه القلعة إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وقد عثر على بقايا فخارية بموقع القلعة تعود إلى القرن الثالث عشر، ومن المرجح أن تعيد الحفائر الأثرية في موقع القلعة النظر في تاريخها وتاريخ قطر.
قلعة أم الماء
تقع أطلال قلعة أم الماء قرب الساحل الغربي لشبه جزيرة قطر، وكل ما تبقى من القلعة هو أسسها المبنية من الحجر الجيري والطين، ويرجح أن تعود القلعة إلى القرن التاسع عشر.
قلعة مروب
تقع على مسافة (15) كيلو متراً على ساحل البحر شمالي مدينة دخان ويعود تاريخ إنشائها إلى العهد العباسي في القرن الثالث الهجري ( التاسع الميلادي) ويبلغ عدد المنازل حولها (250) منزلاً إضافة إلى مسجدين.
برج برزان
يقع بمنطقة أم صلال محمد ويعود تاريخ بنائه إلى أواخر القرن التاسع عشر وهو نموذج فريد لأبراج المراقبة في منطقة الخليج.