الشيخة موزه تدشن مهرجان قطر البحري
متابعة - محمد دفع الله - فتحي الدويدي
شهدت صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى مساء أمس بفندق شرق حفل التدشين الرسمي لمهرجان قطر البحري وحضر الحفل عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين بالدولة وعدد من السفراء المعتمدين لدى الدولة.
كما حضر الحفل عدد من أهل الفن والثقافة والإعلاميين من خارج قطر، وفي الحفل قدمت اللجنة المنظمة للمهرجان هدية تذكارية لسمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند.
وفي الحفل ألقت سعادة الشيخة هنادي بنت ناصر آل ثاني رئيس مجلس إدارة مهرجان قطر البحري كلمة جاء فيها: بالأصالة عن نفسي وعن أعضاء مجلس الإدارة والفريق الإداري أحييكم وأرحب بحضوركم لمشاركتنا اليوم حفل تدشين مهرجان قطر البحري الذي نسعى لأن يكون حدثا سنويا يبث روح التجدد في جماليات ثقافة البحر التي نسجت تراثنا جيلا بعد جيل.
بأمر من صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وبناء على توجيهات صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم سمو الأمير تضافرت الجهود القطرية لتحقيق الرؤيا وتدشين هذا المهرجان.
عندما يرد اسم قطر كنموذج اقتصادي قائم على ثروات أرضية حباها الله بها، يجب ألا ننسى منبع العطايا الذي كان في يوم سر قوت أهل هذه الأرض الطيبة ورفيق أيامهم ولياليهم يبوحون له بأسرارهم وينهمون له أحزانهم طالبين الله الرزق وإياه الرزق.
نعم.. يتعدى ارتباط هذه الأرض وأبنائها بالبحر جغرافية المكان والزمان، أنها علاقة أزلية تعني الماضي والحاضر وترسم المستقبل القادم، من وحي هذه العلاقة يأتي هذا المهرجان ليحمل كل حكايا الأجداد ويرويها للأبناء وللأحفاد.
بمشيئة الله ستقام في هذا المهرجان فعاليات متنوعة سنوية وعلى مدار العام، لا بهدف الترفيه فحسب بل لتكون احتفالاً ثقافياً تعليمياً رياضياً نسعى فيه للتفاعل مع كل فئات مجتمعنا لتحقيق التواصل والتبادل الثقافي والتعريف بماضينا وإرثنا التاريخي بطريقة إبداعية ومتميزة تضيف معنى جديداً لمفهوم الحياة في قطر.
نسعى لأن يكون هذا المهرجان سفير قطر إلى العالم اجمع، ويحمل رسالة تلاقي الشعوب والحضارات في المجتمعات الواحدة لخلق الروابط رغم الاختلافات لتحدد في منظومة واحدة محافظة على خصوصية وجمالية موروثها التاريخي والثقافي والحضاري.
نشهد اليوم وبحضور ودعم سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند صاحبة الرؤية، مهرجان قطر البحري وندعوكم جميعاً للمشاركة في رحلتنا.
الدعوة مفتوحة للجميع، للأجداد في رحلة لإحياء الذكريات وللأحفاد لنكشف سحر هذا البحر وتقاليده.. ندعو كل من تساءل كيف يمكن أن يكون البحر وطناً لوطن وسر حضارة أن ينضم إلينا.
ندعوكم لتشاركونا رحلتنا في الثالث والعشرين من ابريل 2009 حيث تنطلق فعاليات مهرجاننا السنوية على مدار عشرة أيام نحتفل بعودة غواصي اللؤلؤ.. نحتفل بالبحر.. نحتفل بقطر.
وألقى السيد عبدالعزيز آل اسحق رئيس اللجنة الإعلامية والحقوق كلمة افتتاح المهرجان قال فيها: لم يكن البحر ليحتاج إلى مهرجان، وهو مهرجان لوحده يتماوج في سحر الطبيعة ويحيط بنا بحضوره الآسر .. لم يكن ليحتاج إلى مهرجان، وإنما هي علاقتنا بالبحر، بدفء قدمها، شاغفت أفئدتنا، نحن القطريين، وتلألأت في ذاكرتنا لنحتفي بها في مهرجان يليق بعمقها، تلك العلاقة التي تشكل جوهر ثقافتنا.
لقد تأنسن البحر «في ذاكرتنا وتراثنا» منذ مخرت مراكب أجدادنا عبابه .. منذ اختار رجالنا شجاعة الغوص في الأعماق بحثا عن اللؤلؤ، الذي تأنسن هو الآخر على هيئة قلادة حول جيد امرأة أو خاتم في إصبعها .. منذ كانت النساء وكبار السن والأطفال يناجون البحر رحمة بعودة سالمة لرجالهم من رحلة الغوص .. منذ كانت المراكب تعود وفي وجوه المستقبلين فرح بمن عاد وحزن على من لم تعد سوى صرة ملابسه.
بكل حرارة انتمائنا للبحر .. بكل ذاكرة الغوص والشجاعة .. بكل شجن أغاني الانتظار القلق على الساحل .. بكل عمق ثقافتنا التي استمدت عمقها من أعماق البحر .. بكل دفء الماء الذي يحتضن بلادنا بهديره الصديق .. بكل ذلك وسواه ، وترسيخا لقيم الجمال في حضره البحر، استحدث مهرجان البحر في قطر ليكون احتفالا واحتفاء سنويا بالبحر وتراثه وقيمه .. وهو بحرنا وتراثنا وقيمنا .. وليتجلى هذا المهرجان فضاء دائما يستوعب التعبيرات الثقافية، والجمالية عموما، مما يكتنز بها تراثنا وما نريد له أن يظهر ويتعزز في الذاكرة الجمعية لشعبنا.
وبالقدر الذي أوليناه لثقافة البر، ونحن بلد برمائي، نريد أن نكرس بالقدر ذاته تقليدا سنويا يعكس علاقة القطريين بالبحر عبر مسيرة التطلعات الكبيرة التي تستحضر الآن هويتها: من الغوص في البحر بحثا عن اللؤلؤ إلى الغوص في آفاق المستقبل بحثا عن أمجاد تليق بناء.
وإذ حبانا الله بلدا يهجع آمنا بين البر والبحر، لخليق بقطر أن تكون من منظور ثقافي مثل طائر برمائي .. وإذا شئنا للفانتازيا أن تختم كلمتنا، ستتراءى لنا قطر العزيزة مثل صقر يجيد العوم.
فلنبحر معا .. مركبنا التراث .. ووجهتنا المستقبل .. رباننا حمد .. وملء أبصارنا قطر.
وكانت مراسم الحفل بدأت بأنغام «نهام قطر» أدتها فرقة اللؤلؤ التراثية على مسرح اللؤلؤة الصغيرة وقد أعادت الأنغام الحضور إلى الأيام الأولى أيام الغوص والبحث عن اللؤلؤ.
وفي الحفل تم تقديم عرض فيديو عن المهرجان تضمن لقطات رائعة جدا عن حياة البحر التي كان يعيشها أجدادنا أيام الغوص والبحث عن اللؤلؤ وقد استطاع العرض تقديم صورة متكاملة للحياة التي كان يعيشها أجدادنا في أوقات ماضية وقدم العرض تفصيلا تاريخيا جميلا بداية في صناعة الشباك وتطورها وصناعة المراكب والدخول بها في البحر والغياب لشهور طويلة الى حيث العودة التي كان ينتظرها الكبير والصغير.. وقد شكلت العودة من البحر «لوحة رائعة».
وتضمن عرض الفيديو صورا حية للبيئة البحرية بأحيائها المائية المختلفة وكيف كان أجدادنا يحافظون عليها لان بيئة البحر تمثل حياتهم.
وتضمن العرض أيضا استعراضا للنهضة التعليمية التي حققتها دولة قطر في ظل الحكم الرشيد لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وقدم العرض لقطات لجامعة قطر والمدينة التعليمية وعددا من المؤسسات التعليمية الأخرى «كما تضمن عرض الفيديو صورا للرياضة البحرية.
سفر المهرجان للعالم
وفي الحفل تم إعلان أسماء خمسة من الشخصيات القطرية في مجالات الثقافة والرياضة والترفيه والبيئة والتعليم حيث ستقوم هذه الشخصيات بالترويج للمهرجان على مستوى العالم.
ففي مجال الثقافة اختير السيد عبدالرحمن المناعي وفي مجال التعليم اختيرت السيدة صباح الهيدوس.. وفي مجال البيئة اختير د. سيف الحجري وفي الرياضة تم اختيار الشيخ حسن بن جبر آل ثاني وتم اختيار السيد عبدالعزيز جاسم ليكون سفيرا في مجال الترفيه.
وفي تصريحات صحفية قال السيد راشد البنعلي إن الحفل تم نقله مباشرة على تليفزيون «قناة الجزيرة مباشر» حضره أكثر من 85 وسيلة إعلامية قطرية وعربية وعالمية وقال البنعلي إن عددا من الضيوف الدوليين حضروا الحفل من بينهم الفنانة الكويتية حياة الفهد ومحمد المنصور والشاعر الكبير عبدالرحمن رفيع والفنانة ديانا حداد وعدد من نجوم الإعلام أمثال جورج قرداحي وطوني خليفة ونشوى الرويني وبروين حبيب بجانب عدد من مسؤولي المؤسسات الثقافية والفنية في العالم العربي مثل سالم الهندي وعبداللطيف القرقاوي وتركي شبانة ونهلة الفهد ومحمد الحارث والمخرج خالد صديق.