أحدهم تجاوز السبعين.. وأخرى أسرتها ساعدتها على الشفاء مصابون بالسرطان حاربوا المرض وتحولوا إلى متطوعين
السرطان هو مجموعة من الأمراض المتشابهة فى خصائصها ويوجد عبر تحول بعض الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية تنمو وتنقسم لإنتاج خلايا أخرى إما للنمو أو لتعويض خلايا ميتة ومع استمرار الانقسام وإنتاج خلايا ليس الجسم فى حاجة إليها يؤدى إلى إحداث كتلة من النسيج تسمى بالورم، منها أورام حميدة يمكن إزالتها جراحياً وهى لا تشكل أى تهديد على حياة المصاب بها ومنها أورام خبيثة وهي ما تعرف بالأورام السرطانية التى يكون لها القدرة على مهاجمة الأنسجة والأعضاء القريبة وتنتقل عن طريق الدم أو الجهاز اللمفاوي لينتشر بذلك المرض فى جسم المصاب ليشكل خطورة على حياته، خطورة هذا المرض اللعين تتمثل فى "خبثه" الإ ان التطور العلمي والاكتشاف المبكر للمرض قادران عى القضاء عليه والحد من خطورته التى يصفها البعض "بالفتاكة"، فى دولتنا الحبيبة قطر هناك الجمعية القطرية لمكافحة السرطان التي تأسست قبل 12 عاماً بهدف زيادة الوعي العام بالمرض وأسبابه وأعراضة وطرق الوقاية منه وذلك من منطلق الحرص على الحد من انتشار هذا المرض "القوي – الضعيف"، إن المرض الخبيث الذى يصفه الكثيرون بالكابوس الأكثر إزعاجاً واستمراراً مع المريض من تاريخ إصابته بهذا المرض وحتى مماته يقول المتخصصون أنه أضعف من نزلات البرد حيث أنها تشكل خطرا على المحيطين بالمريض بعكس مرض السرطان الذي لا يشكل أي خطر على المحيطين بالمريض وان التوعية بطرق الوقاية والفحص المبكر أهم وسائل محاربته والقضاء عليه. بداية تقول د . محاسن سيد عكاشة منسق برامج التثقيف الصحي بالجمعية القطرية لمكافحة السرطان أن مرض السرطان هو النمو غير الطبيعى للخلايا فى أنسجة الجسم والخلايا السرطانية تختلف عن الخلايا الطبيعية من حيث قدرتها على التسلل وغزو الأنسجة السليمة كما ان مجموعات صغيرة من الخلايا السرطانية قد تنفصل عن الورم الأصلي وتنتقل عن طريق الدم أو الأوعية اللمفاوية إلى أجزاء أخرى من الجسم مكونة أوراماً ثانوية وإن علاج الورم فى بدايته يكون عادة أكثر نجاحاً من العلاج الذى يقدم بعد انتشاره وهنا تكمن الأهمية الكبيرة للاكتشاف المبكر الذى يزيد من فرص الشفاء، وقد تأسست الجمعية القطرية لمكافحة السرطان فى عام 1997 بهدف زيادة الوعي العام بالمرض وأسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه والاكتشاف المبكر للمرض وتقوم الجمعية بالتعريف بأهمية البيئة الصحية وعدم التعرض للملوثات الطبيعية والصناعية وأهمية التغذية السليمة وتعتمد الجمعية فى تمويلها على الهبات والمنح ومشاركات الشركات والمؤسسات، نقوم على مدار العام بأعمال التوعية داخل المدارس وفى كل تجمعات الأفراد داخل جمعيات مراكز تحفيظ القرآن وخاصة تجمعات النساء وذلك بهدف التوعية بمرض سرطان الثدي الذى يأتي على قمة هرم السرطانات، السرطان مرض أضعف من نزلات البرد حيث إنها تنتقل كعدوى من شخص إلى آخر بخلاف السرطان غير المعدي الذي لا يؤذي سوى المصاب به وهنا تكمن أهمية الكشف المبكر عن المرض وذلك من خلال الفحوصات الطبية المستمرة ولتكن بحد أدنى مرتين فى العام والحقيقة قد استحدثت مؤسسة حمد خدمة لكل سيدة فوق الأربعين من عمرها وذلك فى العيادة الخارجية بمستشفى الولادة يومي الأحد والثلاثاء من الخامسة وحتى الثامنة مساء لإجراء كافة الفحوصات والأشعة والتثقيف بمعرفة طبيبات متخصصات ويسمح لمن هن أقل من الأربعين لو كان بأسرتها تاريخ مرضي وهناك أيضاً عيادة "المرأة السليمة داخل كل مركز صحي كل ذلك لضمان الكشف المبكر عن المرض وتقدم الجمعية الدعم المادي والمعنوي لمرضى السرطان وأسرهم فى حدود المتاح بصرف النظر عن جنسية أو نوع المريض وتعمل الجمعية على تثقيف المرضى والأصحاء من خلال الزيارات الميدانية والمشاركة فى الفعاليات وتقديم البرامج التوعوية كما نعمل على توزيع المطويات على أوسع نطاق،علينا زرع الحب داخل نفوس أبنائنا تجاه مرضى السرطان ولو أعتاد الأب أو الأم تعليم أبنائهم بأن لهم شقيقا لا يرونه مريضا بهذا المرض والتبرع له بريال أو أكثر فى الأسبوع سوف نستطيع خلال السنوات القادمة بناء أجيال قادرة على التعاون والإنفاق بمسؤولية على هؤلاء المرضى. وتشير ساهرة السراج مدير تحرير مجلة الأمل إلى أهمية وجود الجمعية القطرية لمكافحة السرطان وذلك نتيجة الدور الكبير الذى تلعبه فى تثقيف الجميع بمدى خطورة هذا المرض وتقول إن مجلة الأمل وهي مجلة شهرية يتم طباعتها على نفقة الشيخ حمد بن سحيم آل ثاني تشارك فى أعمال التثقيف للجميع مرضى كانوا أو أصحاء وجميع العاملين بالمجلة متطوعون ومتطوعات "بالمجان" وذلك بهدف المشاركة ونحاول التنوع فى موضوعات المجلة مع التركيز على كل ما يخدم الهدف الأساسي من وجود الجمعية القطرية لمكافحة السرطان وهو التوعية الكاملة بخطورة المرض وأهمية الكشف المبكر وكيفية الوقاية منه أو القضاء عليه، يجب أن أشير إلى إننى أعمل كمندوبة اعلانات بجانب عملي كمديرة التحرير بهدف تحصيل اعلانات للمجلة تعود كاملة لصالح المرضى وذلك حرصاً على توفير الدعم المادي للمرضى، لقد توفت والدتي بهذا المرض بعد رحلة معاناة أستغرقت 4 سنوات عشت معها نفس المعاناة وربما أكثر ولم يقدر لها العلاج حيث اكتشفناه فى مرحلة متأخرة وقد أكتشفت أن العامل النفسى والمعنويات المرتفعة للمريض أهم وسائل دعم العلاج هذا ما دعانى إلى التطوع الذى أتمنى أن أظل به طوال حياتي لكي أتمكن من إسعاد مرضى السرطان ويجب أن نشير إلى أن البعض يعتقد أن تلقي علاج السرطان بدول الغرب أفضل من الدوحة وهذا اعتقاد خاطئ حيث وجود أحدث الأجهزة فى قطر. وتوضح د.رضا طه أبو العزب دكتوراه التمريض النفسي والصحة النفسية لمرضى السرطان بوزارة الصحة عضو الجمعية القطرية لمكافحة السرطان وتعد من أنشط المتطوعات أن العمل التطوعي من الاعمال المهمة وتنعكس نتائج التطوع بالعديد من الإيجابيات على المجتمع ككل ويعد جهادا بالنفس والوقت يجزى به صاحبه خيراً بإذن الله، إن التطوع مفيد نفسياً ويقوي العزيمة ويرفع من المعنويات الضعيفة والهدف منه القيام بتوعية المحيطين وحمايتهم من الأفكار والمعتقدات الخاطئة مما يحقق فى النهاية مصلحة عامة، إن تأخر المشورة الطبية من جانب البعض ترجع لعدة أسباب منها اعتقادات سلبية كاعتقاد البعض بأن المرض ليس له علاج وأن إصابته بهذا المرض معناه الحكم عليه بالموت كما أن الوصمة التي يوصم بها الشخص المصاب بالسرطان جعلت الكثيرين يخشون الإفصاح عن مرضهم وقد أكدت الدراسات أن الخط الاول للعلاج يبدأ بالاكتشاف المبكر للمرض حيث يمكن التغلب على المرض بالعلاجات المختلفة والتماثل للشفاء بشكل تام يستطيع بها الشخص المريض الحياة دون معاناة ودون نظرة تشاؤمية تجاه هذا المرض "الخبيث"، إن مريض السرطان بل وأسرته يتعرضون لضغوطات ومشاكل نفسية واجتماعية حيث الخوف والقلق وإمكانية التعرض للاكتئاب لذا فهم يحتاجون إلى مساندة نفسية واجتماعية، وعلى أفراد المجتمع مساندة مرضى السرطان مع أهمية تطوع الكثير من شبابنا من أجل التحدث بشفافية عن المرض دون خوف أو قلق من مجرد اسمه بهدف التوعية بطرق الوقاية والعلاج منه والجمعية القطرية لمكافحة السرطان تمد يدها إلى كل المتطوعين ليتعلموا ثم يعلموا المحيطين بهم كيفية محاربة المرض الذى مازال البعض ينظر إليه بمنظور سلبي يجب أن يتغير ولن يتأتى ذلك الإ من خلال المشاركة الفعالة.