ترتيبات نهائية في «رعاية المسنين» لإنشـاء النادي الترفيهي

ترتيبات نهائية في «رعاية المسنين» لإنشـاء النادي الترفيهي

حوار ــ رشا شبيب

كشف الاستاذ محمد صالح النصف رئيس قسم الرعاية الاجتماعية للمؤسسة القطرية لرعاية المسنين أنهم بصدد انهاء الترتيبات الأخيرة لانشاء النادي الترفيهي الخاص بكبار السن في المؤسسة، مشيرا الى انه سيضم مقهى شعبيا سيكون مقره في قاعة الأنشطة التي تم انشاؤها مؤخرا في المؤسسة ضمن عمليات الاصلاح للمبنى. وقال النصف في حوار خاص مع الوطن والمواطن انهم يعدون حاليا استبيانا خاصا سيوزع على كبار السن في أماكن وجودهم في سوق واقف أو الكورنيش وذلك لمعرفة احتياجاتهم التي يرغبون في توافرها في المؤسسة ليتواصلوا مع أقرانهم من كبار السن داخل المؤسسة القطرية لرعاية المسنين. وبين رئيس قسم الرعاية الاجتماعية في رعاية المسنين أنهم يسعون الى اقامة تواصل بين كبار السن في قطر مع أقرانهم في منطقة الخليج، لافتا الى ان جميع المقترحات ستنفذ في عام 2009.

وأوضح النصف خلال المقابلة ان جهودهم المبذولة في قسم الرعاية الاجتماعية في المؤسسة قد نجحت في اعادة ثلاثة مسنين من القطريين وثلاثة آخرين من المقيمين الى محيط أسرهم، مشيرا الى أنهم وبالتعاون مع وزارة الداخلية تمكنوا من اعادة عدد من المسنين المقيمين في قطر الى أسرهم في بلدانهم بجواز سفر مؤقت أصدر من قبل وزارة الداخلية ولسفرة واحدة فقط. وذكر أنهم الآن يسعون وبالتعاون مع وزارة الداخلية الى استخراج أوراق ثبوتية كبدل فاقد لكبار السن القطريين الذين لا يمتلكون تلك الأوراق ولا يمكن التعاطي معهم ذهنيا لكبر سنهم. وفيما يلي تفاصيل الحوار:

_ بداية حدثنا عن الخدمات التي يقدمها قسم الرعاية الاجتماعية في المؤسسة القطرية لرعاية المسنين؟

- القسم يقدم خدمات لكبار السن الموجودين في منازلهم والموجودين في المؤسسة والذين تم تحويلهم عن طريق مستشفى الرميلة وفي البداية قمنا بدراسة ومتابعة حالات كبار السن وتم اختيار مجموعة منهم من الذين تنطبق عليهم شروط الايواء في المؤسسة حين وصل العدد تقريبا الى عشر حالات للرجال وحالتين أو ثلاث حالات للنساء وهم الذين سوف يتم ايواؤهم بعد ان يعود المسنون الى مستشفى الرميلة لأن 90% من المسنين في المؤسسة حالات سريرية ومرضية ويحتاجون الى رعاية طبية لذلك اخترنا من تنطبق عليه شروط الايواء للبقاء في المؤسسة.

_ ما هي الانجازات التي قام بها القسم منذ انشائه في المؤسسة؟ ومتى أنشئ القسم؟

- القسم أنشئ منذ عام تقريبا ومنذ ذلك الوقت تم اعادة عدد من الحالات الى اسرها ونحن في متابعة مستمرة لها حيث وصل العدد الى ثلاث حالات لقطريين وأكثر من ثلاث حالات لغير القطريين. أيضا تلقينا اتصالات كثيرة من مؤسسات وجمعيات خيرية عن بعض الحالات وبعد ان قمنا بدراستها وزيارتها في أماكن وجودها وهي اغلبها لغير القطريين تبين أن لهم عائلات موجودة في خارج الدوحة ولكن لا يمكنهم التواصل معهم ومن ثم وبالتعاون مع وزارة الداخلية صُرف جواز سفر مؤقت لسفرة واحدة للمسنين غير القطريين وفعلا تم لم شملهم مع عائلاتهم، أما القطريون الذين لا يملكون سندات أو أوراقا ثبوتية ولا يمكن معرفة أي شيء عنهم بسبب عدم امكانية التعاطي معهم ذهنيا والتنسيق جار بشأنهم مع وزارة الداخلية لاستخراج أوراقهم الثبوتية كبدل فاقد.

أيضا لدينا خطط مستقبلية مرتبطة بانشاء قاعة الأنشطة والحديقة في المؤسسة ونحن الآن بصدد انهاء باقي الترتيبات وتوفير مستلزمات انشاء النادي الترفيهي حيث تم اقتراح انشاء مقهى شعبي في قاعة الأنشطة بالاضافة الى اعداد استبيان سيوزع على المسنين في أماكن وجودهم في سوق واقف وكورنيش الدوحة وذلك لحصر احتياجاتهم التي يرغبون ان توفر لهم ليتواصلوا مع كبار السن في المؤسسة. ونحن نسعى الى تقديم خدمات كثيرة لكبار السن في داخل المؤسسة وخارجها وفعلا تمت الموافقة على جميع المقترحات من قبل المدير العام وأعضاء مجلس الإدارة لاقامة التواصل بين كبار السن حتى على مستوى دول الخليج وجميع هذه المقترحات ستنفذ خلال هذا العام.

_ هل هناك صعوبات تواجه الخطط والانجازات التي ذكرتها؟ وماذا عن فترة الايواء النهاري؟

- لا نواجه صعوبات ولكن نسعى الى توفير الخدمات لمعرفة الايجابيات والسلبيات وإذا وفرنا جميع الخدمات التي يحتاجها كبار السن سنضمن تواصل كبار السن مع المؤسسة. أما فترة الايواء النهاري التي نحن بصدد تطبيقها فهي بحاجة الى توفير خدمات معينة في المؤسسة لاستقبال كبار السن في فترة النهار ومنها انشاء النادي النهاري والمقهى الشعبي بالاضافة الى الأنشطة الصباحية والمسائية الترفيهية والمنوعة، أيضا نحتاج الى توفير مكتبة يمكن ان يطلع المسن من خلالها على الصحف المحلية ويستمع الى البرامج الاذاعية والحمد لله تمت الموافقة على جميع تلك المقترحات والأيام القادمة ستشهد التنفيذ والصعوبة الوحيدة التي نواجهها هي في توفير الأسرة الاضافية للمسنين الذين يأتون من خارج المؤسسة لقضاء فترة للراحة خلال وجوده في الفترة النهارية في المؤسسة، خاصة ان أغلب الأسرّة لدينا مشغولة ونحتاج الى توفير البديل والغرف لدينا متوافرة ولكنها بحاجة الى تهيئتها للغرض المذكور. ونحن بدورنا سنعلن عن افتتاح فترة الايواء النهاري بعد توفير جميع الخدمات وانهاء الترتيبات خلال الأيام القادمة.

_ حدثنا عن جماعة (في العصر) وما مدى فاعليتها؟ وهل تواجهون صعوبات أثناء تطبيقها؟

- (في العصر) طبقت مبدئيا لغرض التجربة لأن الفترة المسائية فترة ميتة ووقت الفراغ فيها كبير بالنسبة للمسنين وهي الفترة التي تبدأ من الثانية مساء وحتى الثامنة مساء أي بعد ان ينتهي الدوام الرسمي للموظفين في المؤسسة ويعودون الى بيوتهم وتتوقف الأنشطة الترفيهية حيث لاحظنا ان كبار السن يلجأون الى النوم مبكرا ويصحون مبكرا لسد الفراغ وانشاؤنا لتلك الجماعة جاء لإشغال تلك الفترة بأنشطة متنوعة لكن نواجه بعض الصعوبات الداخلية لأن من يقوم بتنفيذ تلك الفترة هم من الأخصائيين الاجتماعيين في المؤسسة ومن الصعب ان يتفرغ الموظف بعد انتهاء فترة دوامه الرسمي ليشتغل (في العصر) ونحن الآن بصدد ايجاد بديل للموظفين سيتم توظيفهم خلال الفترة القادمة كما ننوي اشراك المتطوعين في تلك الفترة أما حاليا فمحدد يوم لكل أخصائية في المؤسسة لشغل فترة في العصر.

_ ماذا عن الاستفادة من خبرات وطاقات الأقسام الأخرى للرعاية الاجتماعية لكبار السن في الدول العربية؟

- نحن نحاول التواصل مع نظرائنا في الدول العربية وكما تعرفون القسم استحدث مجددا في المؤسسة ونحن الآن بحاجة الى كادر وطني مؤهل من الأخصائيات الاجتماعيات والحمد لله نحن نشارك في جميع الندوات وورش العمل في قطر أو خارجها وآخرها مشاركتنا في المؤتمر العالمي للشيخوخة الذي أقيم في أبوظبي وكانت نتائجه تحمل أرقاما مخيفة لأعداد المسنين حيث سيكون العدد في عام 2020 أكثر من عدد الأطفال وهذا طبعا بفضل الرعاية الصحية والاجتماعية التي وفرتها الدول العالمية وذلك طبعا يتطلب منا جهدا كبيرا وأنا أرى ان الرعاية الاجتماعية للمسنين يجب ان تُدرس بشكل مركز في الجامعات لأن أعداد المسنين في تزايد مستمر ففي الدول العربية سيصل عدد المسنين في 2025 الى أكثر من 40 مليون مُسن وهذا يحتاج الى تركيز واستعداد منذ الآن.