ضحايا النصب بالحجامة.. نزيف دماء وتشوهات

عاجل أمام وزارة الصحة لتوضيح موقفها مما يحدث .. ضحايا النصب بالحجامة.. نزيف دماء وتشوهات

مواطنون ومقيمون: نصابو الحجامة يصيبون ضحاياهم بالعجز الجنسي

مطالبة بإجراءات رادعة ضد من يعبثون بصحة المجتمع؟!

انتشار الآلاف من كؤوس الحجامة بالسوق غير المعقمة

شكاوى بنزيف دموي سببها دخلاء المهنة لضحاياهم

يجب على مستشفيات الدولة والقطاع الخاص إدراج الحجامة ضمن خدماتها العلاجية

الباحثون عن العلاج بالحجامة يقعون فريسة سهلة لإعلانات دخلاء المهنة

الحجامة الصحيحة تعالج الكثير من أمراض العصر إذا مارسها متخصصون مرخص لهم في مكان مناسب

الشيخ عقل: العلاج بالحجامة مكمل للطب الحديث ولا تعارض بينهما

أغلب من يمارسون مهنة الحجامة في قطر غير مرخص لهم وغير مؤهلين

د. عثمان السعيد: مستعدون لإدراج الحجامة ضمن خدماتنا العلاجية بمستشفانا إذا ثبتت فائدتها

تحقيق- مسعد عزب

ظهر العلاج بالحجامة على مسرح الحياة منذ آلاف السنين، فالحجامة من الحجم وهو المص وتعني تفريغ الهواء أو الدماء باستخدام الكؤوس من مناطق معينة في الجسم بهدف العلاج، بحيث يكون المص بعيدا عن العروق والاعصاب، وطريقة تحديد أماكن الحجامة تكون عن طريق الطب القديم والتشريح وما ثبت من أبحاث حديثة بشأنها، فقد استخدم الحجامة في العلاج منذ فجر التاريخ كل من الآشوريين وقدماء المصريين واليونانيون والهنود والصينيون، وقد ثبت استخدامها في الحضارة الفارسية والاسلامية، وهى سنة ثابتة حيث روي فيها ما يزيد على تسعين حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد روي عن أنس بن مالك قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليلة أسري بي ما مررت على ملك من الملائكة إلا أمرني بالحجم).

كما يلاحظ أن الحجامة تدرس الان في الجامعات العالمية في ألمانيا وأمريكا واليابان والصين وجامعة الازهر بمصر.

ومع تقدم المدنية والتطور الذي شهدته الحياة المعاصرة في كافة أوجه الحياة أخذت علوم الطب الحديث تأخذ مكانها في حياة الامم والشعوب المختلفة وبدأ العلاج بالحجامة يتلاشى شيئا فشيئا من الوعي والذاكرة أمام ثقافة الطب الحديث.. إلا أن الصينيين والمجتمعات الخليجية في المنطقة العربية ظلوا محافظين ومتمسكين بهذا الموروث الثقافي في العلاج وهو الحجامة حتى الجيل الحالي، وإن كان ذلك بنسبة أقل مما كان لدى الاجيال السابقة. ومؤخرا بدأت دول أوروبا وأمريكا الاهتمام بثقافة العلاج بالحجامة، أما في منطقتنا العربية فقد لوحظ استغلال بعض ضعاف النفوس تمسك المجتمع الخليجي بهذه الثقافة العلاجية، فتسابقوا يعلنون عن تقديم خدماتهم الوهمية في علاج الامراض بالحجامة في الصحف المحلية، في الوقت الذي توجد فيه مؤسسات في الدولة ترعى كل كبيرة وصغيرة من الامور التي تنظم حياة المجتمع وفق نظم الدولة العصرية. إلا أنه بالرغم من ذلك وجدنا الساحة في مجتمعنا مستباحة لهؤلاء الدخلاء على مهنة العلاج بالحجامة، فخدعوا المرضى الباحثين عن الشفاء وأحدثوا فيهم الضرر والاذى بصحتهم، حيث لاحظت الشرق أثناء اجرائها لتحقيقها حول هذه القضية إصابة العديد من من ضحايا (نصابي الحجامة) بتشوهات ونزيف دماء وعجز جنسي جراء عبث هؤلاء الدخلاء بصحة ضحاياهم. فقد لوحظ أنهم غير مرخص لهم وغير متخصصين في مزاولة العلاج بالحجامة، فضلا عن انهم يمارسونها في شقق غير مهيأة لذلك مما يتسبب في تهديد صحة المجتمع بالخطر.. وللوقوف على ما يحيط بهذه القضية كانت لقاءات الشرق التالية..

يتحدث احد مراجعي مركز أبو طيبة للحجامة بسوق واقف رمز لاسمه بـ م. ص حول ظروف حالته المرضية قائلا: كنت اعاني من آلام مستمرة بمفصل القدم لمدة سنتين وقد ذهبت للعديد من الاطباء المختصين في العيادات الخاصة، وظللت في مرحلة علاج من خلالهم طوال سنتين حيث ذهبت لاربعة أطباء عظام ولم يفلح العلاج الذي قدموه لي، فحدثتني نفسي بمحاولة العلاج بالحجامة حيث أشار عليَ احد اصدقائي بذلك، ولم يكن لديَ أي علم مسبق بالعلاج بالحجامة، فجئت لهذا المركز لسمعة صاحبه الطيبة من أجل تلقي العلاج، ومن أول جلسة تم شفائي والحمد لله.

* وكم كانت تكلفة علاجك بالحجامة؟

- دفعت (260) ريالا قطريا فقط.

* وهل توصلت لقناعة بضرورة العلاج بالحجامة عند حدوث مشاكل طبية لك تعالجها الحجامة؟

- نعم توصلت لهذه القناعة بالفعل وسوف أعمل على نشرها بين أصدقائي.

ويضيف مراجع آخر رفض ذكر اسمه حول سبب قدومه للمركز:

أشعر بصداع في رأسي منذ أكثر من سنة وذهبت الى العديد من أطباء العيادات الخاصة وخضعت حالتي للعلاج من خلالهم طوال هذه المدة لكني لم أشعر بتحسن حالتي الصحية حيث ظل الصداع يلازمني، فأرشدني أحد اصدقائي الى العلاج بالحجامة ففضلت أن أقرأ عن هذه الطريقة التقليدية في العلاج قبل مجيئي الى هنا، وبعد قراءتي خلصت الى أنه في حال الاقبال على الحجامة فإنه يكون سنة نبوية ولا ضرر منها في حال عدم شفائي من الصداع، وقد تأكدت من الشخص الذي يمارس العلاج بالحجامة قبل مجيئي اليه فاطمأن قلبي لهذا المركز نظرا لان صاحبه سمعته طيبة والمركزمرخص من الدولة وقد تم شفاء العديد من الذين تعاملوا معه للعلاج.

* وهل سألت عن أسعار العلاج بالحجامة؟

- نعم سألت من قدموا الى هنا قبلي من أصدقائي فأخبروني أن التكلفة (250) ريالا.

*وكيف ترى مستوى العلاج بالحجامة في المجتمع؟

- جدي كان يقوم بعلاج الآخرين بالحجامة فكنت أراه يعالج مراجعيه بالكاسات وهذا قبل ظهور المستشفيات الحديثة في قطر، فثقافة العلاج بالحجامة متوارثة جيلا بعد جيل، لكن الوعي بها قل لدى الجيل الحالي بسبب انتشار ثقافة الطب الحديث وخوف الناس من التلوث، لان الذين يمارسون علاج الناس بالحجامة الآن هم غير متخصصين وغير مرخص لهم من الدولة، وادعو كل من يريد أن يتعالج بالحجامة لتحري الشخص المناسب لتلقي هذا العلاج على يديه، لان الحجامة تعتمد على الجراحة، ويجب تفعيل الرقابة من الجهات المعنية على هؤلاء الاشخاص الذين يمارسونها في المنازل بغرض التجارة، بعيدا عن أعين الرقابة والمتابعة من الجهات المعنية، فيجب العمل فورا على ملاحقة الجهات المعنية لهؤلاء العابثين بصحة افراد المجتمع، حيث نلاحظ انتشار اعلاناتهم بالجرائد المحلية المختلفة يعلنون فيها عن علاج الناس بالحجامة، حيث يقومون بعملهم الضار لمراجعيهم في مكان غير مهيأ للجراحة، فضلا عن افتقادهم لاصول علم العلاج بالحجامة مما يجعل الامر يدخل في نطاق أعمال نصب واحتيال يقوم بها هؤلاء العابثون بصحة الناس، مع ملاحظة أن هذه الامور الضارة بصحة المجتمع تحدث تحت سمع وبصر الجهات المعنية دون أن تتحرك لوقف هذا العبث الخطير بصحة المجتمع.

ويضيف منصور أبو حليقة حول العلاج بالحجامة:

يلاحظ أن العلاج بها تطور مؤخرا من حيث استعمال أدوات خاصة بكل مريض تستخدم لمرة واحدة وتكون معقمة وفي بيئة أفضل مما كانت تجري فيها في السابق، وهذه ملاحظة في المركز المرخص بسوق واقف، أما ما يحدث في غير هذا المكان فالامر عليه العديد من علامات الاستفهام، كما يلاحظ أن العلاج بالحجامة ثقافة متوارثة لدى المجتمع الخليجي بشكل عام، فجيل الاجداد والآباء يورثون هذه الثقافة لابنائهم، فالحجامة مشهورة في علاج الصداع وبعض الامراض الاخرى، مع ملاحظة أن الحجامة كعلاج بمثابة عملية جراحية، حيث يستخدم فيها المعالج المشرط وبالتالي يجب أن تجرى في المستشفيات العاملة بالدولة ولا تجرى في دكاكين أو شقق، حيث اتحفظ على ممارسة هذا العلاج الجراحي في شقة أو دكان، لان بعض الحالات معرضة لعدم حدوث تجلط في الدم عند استخدام المعالج المشرط، فضلا عن امكانية تلوث الجرح وتلوث البيئة المحيطة في حالة إذا كان الشخص الخاضع للعلاج مصابا بأمراض معدية تنتقل عن طريق الدم الذي سال منه. فالعلاج بالحجامة في هذه الظروف التي توجد فيها الشقق والدكاكين غير آمن. ولذلك نطالب الجهات المعنية المسؤولة عن صحة المجتمع بضرورة التحرك الفوري للضرب بيد من حديد على ايدي من يعبثون بصحة المجتمع ويلحقون الضرر والاذى به. والشيء الذي يثير الدهشة والعجب: كيف يظل هؤلاء العابثون بصحة المجتمع يعملون تحت سمع وبصر الجهات المعنية حيث ان اعلاناتهم نراها منشورة في الصحف اليومية بشكل لافت لنظر الجميع؟!.

ويتحدث الطيب حسن أحمد حول قصته مع العلاح بالحجامة قائلا: هذه الطريقة العلاجية سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أراها مفيدة لانها تحقق نتائج طيبة بشفاء الناس من العديد الامراض أهمها الصداع وآلام الظهر والركبة، فكنت أعاني من صداع مزمن بالرأس استمر يلازمني لمدة سنة وتناولت الكثير من الادوية التي كتبها لي أطباء العيادات الخاصة، ولكن شفائي من الصداع لم يتحقق. فلجأت الى العلاج بالحجامة وتم شفائي من أول جلسة. وبعد ذلك بفترة من الزمن جاءني ألم بالركبة حدث لي منذ أربعة شهور، فذهبت الى معالج بالحجامة في شقة بفريق النصر وقام بعمل حجامة في ركبتي، وعلى مدى جلستين تم شفائي وكانت الفترة الزمنية لكل جلسة نصف ساعة.

*