د. رسلان: الحجامة لا تعالج الأمراض المزمنة.. والتي لها علاج جراحي
الدوحة ـــ الوطن والمواطن
توقع الدكتور محمد رسلان الباحث في الطب البديل وإخصائي الامراض الباطنية بالرعاية الصحية الأولية أن تثمر دراسته وبحثه الحالي الذي يجريه بمؤسسة حمد الطبية حول الحجامة عن صدور قرار بإنشاء وحدة لعلاج الطب البديل بالمؤسسات والمستشفيات في قطر.
ويشرف د. رسلان على الانتهاء من بحثه حول الحجامة نهاية شهر ابريل الجاري والذي كان قد بدأه في شهر مايو 2007، ووصلت العينات التي خضعت للدراسة طوال هذه الفترة وحتى الآن الى 2007 منهم 40 حالة خضعت للعلاج بالحجامة الجافة والباقي بالحجامة الدامية ومن المتوقع أن يزيد حجم العينات حتى نهاية الشهر الجاري موعد الانتهاء من الدراسة.
وأوضح د. محمد رسلان لمسؤول «الصحة والناس» أن مؤشرات الدراسة تشير الى أهمية فتح مجال لمثل هذه الممارسات داخل الهيئات الصحية ممثلة في انشاء وحدة لأبحاث وعلاج الطب البديل والذي يشمل الحجامة والابر الصينية والعلاج بالأعشاب.
وأكد أن الحجامة لا تعالج الامراض التي لها علاج جراحي وتعالج بواسطة الادوية مثل السكري وغيرها من الامراض المزمنة كما ان الحجامة لا تعالج الاجهاض المتكرر خارج الرحم لدى كثير من النساء اضافة الى أنها لا تعالج أيضا بعض الأمراض الأخرى مثل دوالي الساق والانزلاق الغضروفي المؤثر على الاعصاب وخشونة الركبة والتآكل في الغضاريف مشيرا الى أن مسألة علاج الحجامة لأمراض ضغط الدم لم يفصل فيها حتى الآن علميا وتحتاج الى بحوث كثيرة لتثبت ذلك أما أمراض السكري فلا يمكن للحجامة علاجها في جميع الاحوال.
وشدد د. رسلان على أن الحجامة هي عملية جراحية بكل مقوماتها ولذلك لابد من وجود ثلاثة اجراءات ضرورية هي أولا : تشخيص الحالة، بمعنى هل سيستفيد المريض من الحجامة ام لا، خاصة أن الحجامة من الممكن أن تمثل خطرا عليه، ثانياً: التأكد من طريقة التعقيم للأدوات المستخدمة في الحجامة فمن المعروف أن بالمستشفيات والمراكز الطبية أقساماً خاصة بالتعقيم وذلك احترازا من نقل العدوى، ثالثا: المنتجات التي تخرج من عملية الحجامة اين تذهب فهذه المنتجات قد تشكل خطرا كبيرا على البيئة فهل يتم إعدامها كنفايات طبية مثلما تفعل المستشفيات ام انها تلقى في أي مكان.
ويشير اخصائى الامراض الباطنية والباحث في الطب البديل الى حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي يقول فيه «العلاج في ثلاث: شرطة محجم وشربة عسل والكي» موضحا أن شرطة المحجم تشمل جميع العمليات الجراحية التي تجري في المستشفيات بشكلها المعروف كما ان «شربة العسل» تتضمن جميع الادوية التي يتناولها المرضى فكلام الرسول عليه الصلاة والسلام له المئات من المعاني ولا يؤخذ الحديث النبوي بمعناه اللفظي فقط، فالرسول أوتي مجامع الكلم وكلامه يحمل العديد من المعاني.
ويرى د. رسلان أن الحجامة هي طريقة علاجية قديمة وسنة من سنن الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكن كما يقول إذا نظرنا اليها نراها أنها جزء مما يسمى الآن عالميا بـ «الطب البديل»، مشيرا الى أن الطب البديل لم يدرس حتى الآن في كليات الطب ولم يعتمد كمادة تدريسية ولكن المعهد الأكاديمي للطب الأميركي كان قد أوصى خلال عام 2005 بضرورة تدريس هذه الطرق بصفة عامة ومنها الحجامة.
وأكد أن الطب البديل لو تم تدريسه سنجده طبا واسعا ولا يستطيع أي طبيب تقريبا أن يحدد ما هو الصحيح وما هو الخطأ فيه ولكن الحجامة تحديدا ولانتشارها الواسع في العالم العربي لصلتنا بالرسول الكريم هي التي تجعلنا نقف وننظر اليها باحترام وتقدير لأنها عملية جراحية أولا وأخيرا ومادامت انها عملية جراحية فإنها تتطلب الاجراءات التي تتطلبها أي عملية جراحية من ثلاثة اشياء سبق ذكرها وهي: استفادة المريض والادوات التي تستخدم في الحجامة والمنتجات التي تخرج من عملية الحجامة.
وتمنى د. محمد رسلان أن ينشر بحثه عقب الانتهاء منه بإحدى المجلات العلمية الطبية العالمية مشيرا الى أنه وعد بعرض البحث ونتائجه على سعادة الدكتورة الشيخة غالية بنت محمد وزيرة الصحة لاتخاذ قرار بشأن إنشاء وحدة لأبحاث وعلاج الطب البديل بالمستشفيات القطرية.
ولم يفصح د. رسلان عن كافة وتفاصيل نتائج البحث الا أنه أكد أن النتائج والمؤشرات تشير الى أهمية فتح مجال لمثل هذه الممارسات داخل الهيئات الصحية.
وهنا يؤكد د. رسلان على أهمية ترخيص الحجامة بحيث أن تمارس تحت بند البحث العلمي من خلال هذه الوحدة الخاصة بعلاج الطب البديل.
وكان الدكتور عبدالسلام القحطاني الاستشاري بمؤسسة حمد الطبية قد أثار قضية الحجامة من خلال برنامجه التليفزيوني «قضايا صحية» على الفضائية القطرية والذي استضاف فيه د. محمد رسلان والدكتور مازن الهاجري استشاري امراض الانف والاذن والحنجرة ورئيس اللجنة الطبية بمؤسسة «عيد الخيرية» توصلوا من خلاله الى ضرورة وجود ضوابط وشروط صحية لعمليات الحجامة خاصة أن غالبية الحجامين الذين يقومون بإجرائها ليسوا متخصصين في الطب مؤكدين على ضرورة تقنينها عن طريق الترخيص وهذا سيؤدي الى ضبط عمليات الحجامة خاصة أن هناك أموراً كثيرة تحدث عند الحجامة منها التعامل مع الدم.
وقد تساءل د. القحطاني خلال البرنامج: هل يجب أن يكون الحجام ملما بالطب ام يكون شخصا عاديا لا يعرف مسألة إخراج الدم من جسم الانسان وكيفية التعامل مع هذا الأمر أم يذهب المريض الى طبيب حجام؟
وأوضح د. محمد رسلان أن هناك 33 بحثا نشرت في العالم حول الحجامة أغلبها أجري في الصين ومنها اثنان في إيران حول تأثير العلاج بالحجامة مع الآلام المزمنة وآلام الظهر وهنا ذكر د. مازن الهاجري أن الرسول صلى الله عليه وسلم احتجم لثلاثة أمور هي: الصداع، ولألم أصابه في فخذه، واحتجم أيضا حين انفكت احدى ساقيه الشريفتين .. مشيرا إلى أنه صلى الله عليه وسلم وضع للحجامة بعض الشروط تمثلت في تحديد أيام الأسبوع يومي الاثنين والثلاثاء، ومنعها يوم الاربعاء، وتحديد ايام 17و19و21 بالشهري العربي.
يذكر ان البحث الذي يجريه الدكتور محمد رسلان حول الحجامة في مؤسسة حمد الطبية منذ عامين، ومن المتوقع ان ينتهي خلال الشهر الجاري يعتبر هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط .. ويهدف البحث إلى انشاء وحدة لعلاج الطب البديل لمعرفة الحقيقية في كيفية وحقيقة العلاج بالحجامة، وهل هناك جدوى من ذلك وتقديم معلومات طبية وعلمية للمريض والأطباء من خلال البحث، ومن ثم نشره في مجلة طبية عالمية، لأن ما سيطرح فيه لم يذكر في أي من البحوث المنشورة حتى الآن عن العلاج بالحجامة سواء في الصين الأكثر غزارة في نشر البحوث عن الحجامة أو غيرها من الدول حول العالم.
http://www.al-watan.com/data/2009042...p?val=local9_1